ها هو
إني أراه
لكنه تأخر عن ميعاده خمس دقائق
لكن حسناً
لقد تأخرت أنا أيضاً
وإلا فقد كانت فاتتني مناوبة اليوم
غريب شأنه و شأني
صرت أتابعه يوميا
وكأنه مسلسل أو فيلم من مشهد واحد
انظر يوميا إلى نفس المنظر ولا أحاول مطلقا أن أشارك به أو على الأقل أغيره
غريب أمره أيضاً
أراه كل يوم هناك يمر بجانبها
وهى تنتظره
يقف ينظر ويتأمل
عيناه معلقتان بقسماتها
وارى رغبه فيهما
أكاد اسمع صوت أنفاسه اللاهثة وهى تنتظر أن تصل يداه إليها
وهى تنتظره
بكل ما فيها من جمال وروعه
عجيب امرنا حقا...
لكن اليوم لن انتظر..
لا أستطيع أن أفسر في الأساس
لماذا واقف أنا هاهنا بعيدا
نصف نظري معلق به والنصف الآخر معلق بها
لما لا أتدخل!!
تملؤني أنا الآخر رغبه
ولما لا
كم سيتكلف إشباع هذه الرغبة
لا..لن اصبر اكثر من هذا علىّ وعليه
سأتدخل اليوم
ولنرى.....
ها أنت إذن
-هل تحدثني أنا؟!!
-نعم أحدثك ..ها هل تعجبك؟
-لا.. لا تنظر بالأرض فهذا من حقك ..أنت بشر ومن حق البشر
أن يحتاجوا للمتعة.... شئ من المتعة
-لا يا سيدي ليس من حقي أن احصل ولو على شئ من المتعة
-لماذا؟!إنها هناك دوما لما لا تذهب وتقتنصها
-لا يا سيدى ..نعم إن ظروفي صعبه ولكن هذا لا يؤدى بالتبعية لانهيار أخلاقي أيضاً
-أنت صغير جداً لتقول هذا
-لا..الحياة لا تجعل أحدا على حاله لا الصغير يظل صغير ولا الكبير يبقى كي ينظر في الاختيارات المتاحة
-لقد خدعني وجهك البريء ..ظننتك مثل باقي الأطفال
-لقد تعلمت أن أنسي أنني طفل بل أنسى أيضاً أنني إنسان
-إذن لماذا لا نحصل على هذا الجزء البسيط من السعادة سوياً بعيداً عن هذه الفلسفة؟!
-لكن كيف؟! أنا....أنا نقودي...
-لا لا ..لا تشغل تفكيرك فأنت مدعو على نفقتي
-لكن ..يا سيدي...
-لا لكن ..إن لم يكن من حقنا الحياة فلما لا نحصل على جزء من زخارفها
سنذهب ونأتي بقطعتين الحلوى هناك قطعه لك وقطعه لي
هيا بنا
-سيدى إني..إني أشكرك
-وأنا أيضاً أشكرك
هبه مجدي