بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3}
سورة الكوثر إن ما حفزني لكتابة هذا البحث هو أنه بعد تعمد الاساءة للحبيب
المصطفى من طرف الصحيفة الدنماركية تذكرت الآية الكريمة الواردة في سورة
الكوثر ورأيت فيها قانونا سماويا يقول
'من يشنأك يا محمد هو أبتر' وهو حكم مطلق وغير مقيد
سواء كان هذا خلال وقت تبليغ الحبيب المصطفى للرسالة في حياته الدنيوية أو خلال إستراحته إلى حين البعث.
وكلمة 'شانئك' تعني مبغضك وكلمة 'أبتر' تعني الذي لا نسل له وذلك حسب ما ورد في معظم كتب التفسير.
فالآية الكريمة لم تقل 'من شنأك' في الماضي ولم تقل 'من يشنأك' في الحاضر أي زمن حياة الحبيب المصطفى
بل أتت الآية الكريمة في صيغة التأكيد 'إن شانئك' بمعنى في كل زمان ومكان.
كقوله تعالى 'إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ' ' وقوله تعالى 'إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ' '
وبما أن
الإساءة للحبيب المصطفى قد تورط فيها وأيدها ودافع عنها معظم الدنماركيين
من رسامين وصحفيين وسياسيين ومواطنين فبإمكاننا الوصول إلى إستنتاج مفاده
أن هذا القانون السماوي ينطبق عليهم جميعا.
فهل يا ترى نستطيع أن نورد حقائق ووقائع تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا القانون السماوي ينطبق على هذه الحالة؟
بعدما بدأت في البحث عما يؤيد هذه الفرضية هالني ما وجدت.
ففي السنوات الماضية لاحظ علماء
الاجتماع في الغرب تدني نسبة الانجاب وعزي هذا في البداية للتغيرات
الاجتماعية والإقتصادية عقب الثورة الصناعية، إلا أن طائفة أخرى من
الاطباء رأت أمرا آخر محيرا ألا وهو إستمرار تناقص تركيز الحيوانات
المنوية بالسائل المنوي للرجال في الدول الغربية وخاصة في الدنمارك.
في العامين 1996 و 1998 أجريت
أبحاث طبية على مجموعة من الشباب الدنماركي البالغ أعمارهم من 18 إلى 20
سنة وتبين أن تركيز الحيوانات المنوية لديهم هي أقل بكثير مما كانت عليه
في السنوات السابقة وأقل بكثير من المتوسط العالمي.
وإليكم هذه الفقرة من كلام الدكتور أندرسون أنشرها نصرة وحبا للحبيب المصطفى
Andersen et
al. examined young men from the general Danish population that
participated in compulsory medical examination related to military
service in two Danish cities [Copenhagen and Aalborg] in two periods
during 1996 and 1998. 708 participants contributed semen samples.
'Surprisingly
low sperm concentrations were found in this population of 18-20 year
old men: the median sperm concentration of 41 million/ml was
significantly lower than the values found in previous national and
international studies.'
وأذكركم بأن بيانات هذه الدراسة هي من عام 1998
ومن المعروف أن هذا التناقص
مستمر، أي أن الوضع الحالي بالتأكيد هو أسوأ بكثير مما كان عليه والأهم من
هذا كله فإننا نستطيع أن نتوقع أن يستمر هذا التناقص إلى أن يصل بهم لدرجة
العقم.
فسبحان من قال 'إن شانئك هو الابتر'
ويذكر الدكتور أندرسون أيضا أنه
وجد علاقة بين هرمونات التكاثر وتركيز المني وحجم الخصي مما يثبت أن تناقص
تركيز الحيوانات المنوية لدى هؤلاء الدنماركيين هو عائد لعوامل وراثية
جوهرية وليس لعوامل إمتناع مؤقت
'A
significant correlation was also found between reproductive hormones,
sperm count and testicular volume, indicating that low sperm counts
were due to intrinsic biological factors rather than a short period of
abstinence.'
[size=29]الله أكبر
الدكتور أندرسون يقول أن هذا راجع لــــ
عوامل وراثية أو بيولوجية جوهرية
intrinsic biological factors
سبحانك ربي
الاعجب من هذا هو أن تركيز أو عدد هذه الحيوانات المنوية ليس هو وحده حد بلية هؤلاء القوم
بل يصل الامر إلى نوعية أو صلاحية هذه الحيوانات المنوية للإنجاب
فلقد ذكر الدكتور أندرسون في دراسته أن رؤوس هذه الحيوانات بها تشوه لا يمكنها من إختراق البويضة.
وترد أيضا هذه الجملة في هذا المقال الطبي عن العقم في الدنمارك:
Andersen et al. note that
Denmark has been shown to have high rates of male reproductive
abnormalities, including cryptorchidism and testicular cancer.
بمعنى أن الدكتور أندرسون
ورفاقه لاحظوا أن الدنمارك قد أظهرت معدلات عالية من العيوب أو التشوهات
لدى رجالها بما في ذلك سرطان الخصي.
سبحان من قال 'إن شانئك هو الأبتر'
والصلاة والسلام عليك يا رسول الله
أشهد شهادة عبد تدبر القرآن بعد أن إبتلاه الله
أن هذا القرآن هو حق
نزل بالحق
من عند الحق جل جلاله
لكننا إتخذنا هذا القرآن مهجورا
فغفرانك ربنا على ما فرطنا
وأسأل الله تعالى أن يرفع كلمة هذا الدين وأن ينصر الإسلام والمسلمين
وهناك مقال آخر لكاتب أمريكي عنوانه 'يحرثون ولكن لا يحصدون'
يورد الكاتب حقائق عجيبة
ويفتتح المقال بقوله 'صحيح أن الإخصاب يتطلب
حيوانا منويا واحدا لإختراق البويضة، غير أنه عندما ينخفض تركيز هذه
الحيوانات تحت مستوى معين فإن العقم يصبح حقيقة واقعة'
ويستمر في سرد ه فيقول:
'في عام 1992 إستنتج تقرير نشرته دورية الطب
الإنجليزي The British Medical Journal أن مستوى الحيوانات المنوية لدى
الرجال في الدول الغربية الآن هو نصف ما كان لدى أجدادهم عندما كانوا في
أعمارهم.
ويستشهد التقرير بنتائج 61 دراسة أجريت في مختلف
الدول الغربية بدء من العام 1940 والتي أظهرت تناقص بمقدار 42% من 131
مليون لكل مليلتر إلى 66 مليون لكل مليلتر من السائل المنوي.
وتناقص متوسط حجم السائل المنتج من 3.4 إلى 2.75 مليلتر.
أي أن متوسط الفقد الكلي للحيوانات المنوية هو 53% خلال 50 عاما.
و من المعروف أن الرجل يعتبر عقيما عندما ينخفض تركيز الحيوانات المنوية إلى 20 مليون لكل مليلتر.
غير أن عدد الحيوانات المنوية ليس هو العامل الوحيد الذي يتحكم في الخصوبة، فعندما تتناقص حركية [قدرتها على الحركة و السباحة]هذه الحيوانات فإنه من المطلوب أن يتضاعف العدد ليعوض هذا الفقد.
وما يحدث للرجال في الغرب هو أن التركيز يتناقص
بإستمرار وحركية هذه الحيوانات تقل والاشنع من هذا أن شكل هذه الحيوانات
في كثير من الحالات قد تشوه بحيث صار لها رأس مدور وكبير وغير قادر على
إختراق البويضة.
وإن كان هذا هو حال الرجال في الدول الغربية عموما فإن وضع رجال الدنمارك هو أسوأ بكثير.
فنقلا عن دراسة أخرى قام بها الدكتور الدنماركي
سكاكيبيك أن 84% من الرجال في الدنمارك لديهم حيوانات منوية جودتها أقل من
المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
Skakkebaek also reported
that 84% of the Danish men he studied had sperm quality below the
standards set by the World Health Organizatio
سبحان الله سبحان من قال 'إن شانئك هو الأبتر'
والصلاة والسلام عليك يا رسول الله
ما عساي أن أضيف أكثر من هذا؟
فقط تذكير بسيط للقارئ
الكريم أن معظم ما ذكر يخص سنوات مضت وأن تركيز الحيوانات المنوية لدى
الرجال في الدول الغربية عموما وفي الدنمارك تحديدا في إنخفاض مستمر يقدر
بحوالي 3.1% سنويا، وأن جودة هذه الحيوانات هو في تدهور مضطرد.
سبحان من قال 'إن شانئك هو الأبتر'
وأختم كلامي بالصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى وعلى آله وصحبه الكرام
جزا الله كاتبه خيرا"
[/size]