اول هذه الموضوعات الخاصه بالمراءه هو موضوع
حجاب مريم
في
ظل الهجمة المستمرة ضد الحجاب وتوظيف جميع المنابر السياسية والثقافية
والاجتماعية سواء خارج أو داخل المجتمعات الإسلامية وخصوصاً من بعض النساء
اللاتي يهاجمن حجاب المرأة المسلمة وكأنه مؤشر تخلف!! بل إن إحداهن قامت
بتأليف كتاب عنه وفي مقابلة تلفازية معها ذكرت أنها ستتبرأ من ابنتها إذا
ما ارتدت الحجاب!!
وهناك منهن من تستخف بالحجاب وتقول إنه "قطعة قماش" فلماذا ترتدونه وتثيرون كل هذه الاضطرابات ضد النساء المسلمات!!
"قطعة قماش" في هذه العبارة اختزلت تشريعاً ربانياً ومنحت نفسها حق الوصاية حتى على آية الحجاب!!
هذه
الحملة ضد حجاب النساء المسلمات لم ولن تتوقف طالما هناك من يصد عن دين
الله ولا يكتفي بذلك بل يحرض الآخرين لاتباعه وما الهجوم على الحجاب إلا
حلقة ضمن حلقات التهوين من الالتزام بالتشريعات الربانية ورمي من يلتزم
بها بالتخلف الحضاري وأنه يجسد العنصرية الدينية..
ولأن
هناك صراعاً اجتماعياً بين شريحة المسلمات وأجهزة الدولة في معظم المدن
الأوروبية التي سنت قوانين تحظر الحجاب فإن ما قام به وزير الداخلية
الإيطالي "جوليانو أماتو" منذ فترة من عدم معارضة ارتداء الحجاب من قبل
النساء المسلمات في بلاده معللاً ذلك أن السيدة مريم العذراء كانت تضع
الحجاب على رأسها خصوصاً في مواجهته للتيارات العلمانية المتطرفة التي
تنادي بالتصدي لظاهرة الحجاب التي انتشرت بين النساء المسلمات في إيطاليا
حتى النساء الإيطاليات اللاتي أسلمن. واعتبرت هذه التيارات أن (ارتداء
الحجاب) يشكل اختراقا خطيراً للثقافة المسيحية..
لهذا
نجد أن موقف (جوليانو أماتو) أمام هذه التيارات يعتبر نسيجاً مختلفاً عن
المنظومة الثقافية هناك حيث قال لهم: (إذا كانت العذراء محجبة فكيف تطلبون
مني رفض أي امرأة محجبة وقال: "إن المرأة التي حظيت بأكبر نصيب من المحبة
على مر التاريخ وهي السيدة العذراء تصور دائماً وهي محجبة"..
أمام
هذا الثبات منه تولدت عناصر أخرى في هذه التيارات لم تجد من يسقط عليها
أضواء التحليلات وهي البدء في المطالبة (بتعديل) اللوحات التي تظهر فيها
السيدة مريم العذراء وأيضاً إلغاء هذا المشهد التاريخي ونشر لوحات لها وهي
سافرة بدون حجاب!!
الوزير
الإيطالي رفض هذه المطالب واعتبرها تطرفا ثقافيا وأعتقد أنه يقينا كان
يعلم أنها تؤكد جذور العنصرية الحقيقة تجاه أي ثقافات وأديان مخالفة لما
هي عليه في تلك المجتمعات.
وجميعنا
يعرف الخطأ التاريخي أكاديميا والذي مؤخرا بدأت عوامل التمرد عليه فقد كان
من المتعارف عليه استخدام (القبائل البدائية) لأي ثقافات مخالفة لثقافات
المجتمعات الاوروبية الحديثة في عملية استلاب ثقافي لا ترى التحضر
والثقافة إلا مرحلة بدأت مع تاريخ أوروبا.
إذن
هذه هي العنصرية الحقيقية التي ترفض الديانات الأخرى وتسعى جاهدة وفق
آلتها الإعلامية ومراكز القوى سياسيا وثقافيا المتشددة والمتطرفة على
طمسها وتشويهها حتى لو أدّى ذلك إلى إسقاط رؤيتها المتطرفة على صور مريم
العذراء.
إحدى
المناهضات للحجاب الرافضة له من إحدى الكاتبات في دولة مصر ، كي تنفِّر من
الحجاب ذكرت أن المرأة اليهودية تضع حجابا على رأسها فكيف تقلدن النساء
اليهوديات! وعادت وقالت: هذا تمييز ضدي فأنا لست محجبةَ! ويبدو أنها لم
تعلم بعد بموقف الوزير الإيطالي لكانت هاجمته بصفته يشجع على التمييز ضد
النساء السافرات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة الرياض السعودية 25 رمضان 1428هـ