للقرآن تنزلات ثلاثة :
الأول : الى اللوح المحفوظ ، دليله قوله تعالى : ( بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ )
أما طريقته ودقته فعلمه عند الله . وحكمة هذا التنزيل ترجع الى الحكمة من وجود اللوح نفسه ،فانه
السجل الجامع لكل ما قضى الله وقدر وكل ما كان وما يكون الى يوم القيامة ، وقد بين الله حكمة وجوده بقوله :
( ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم اللا فى كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير
لكيلا تاسو على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )
الثانى : الى بيت العزة فى السماء الدنيا ، ودليلة : - قوله تعالى ( انا انزلناه فى ليلة مباركة انا كنا منذرين )
هذا على قول فى المراد بالليلة المباركة .
روى ذلك الحاكم والنسائى والبيهقى عن ابن عباس رضى الله عنهما. بل ذكر السيوطى ان القرطبى نقل حكاية الاجماع على نزول القرآن الكريم جملة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة فى السماء الدنيا
وحكمة هذا التنزيل تفخيم شأن القرآن الكريم وشأن من انزل عليه القرآن ، وفى تعدد النزول وتعدد السجلات تأكيد
الثقة ومبالغة فى نفى الشك عنه .
الثالث : اعلام الوحى به النبى صلى الله عليه وسلم منجما ، دليله قوله تعالى ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين )..