بنت الكرام مشرفة مميزة
عدد الرسائل : 84 العمر : 36 الموقع : قلوب الأحبة تاريخ التسجيل : 04/12/2007
| موضوع: مــــرح الــبـــنــــات الإثنين أبريل 14, 2008 3:17 am | |
| مرح البنات
ابتسمي للحياة
رَنا ورُبا صديقتان لكن نظريتهما للحياة تختلفان،واسمعي معي حكايتهم ا: سارت رُبا يوماً في حديقة جميلة وأحاطت بها أحلى الورود وغردت في أذنها العصافير وصافحت خديها نسمة مُنعشة فأغمضت عينيها عن كل ذلك ولم تقع عينيها إلا على الشجرة الوحيدة الذابلة في الحديقة فبكت وحزن قلبها.
أما رنا قادتها قدماها يوماً إلى طريق كئيب مظلم لكنها رفعت عينيها إلى السماء فقبل عينيها نور القمر ولمست يديها زهرة جميلة نبتت في شق جدار متصدع..
هكذا كانت ربا وهكذا كانت رنا.. ربا ترى الذبابة على أنفها جبلاً يكاد يقع فوق رأسها.. وكأن في بيتها الإعصار والفيضان.. بينما رنا تهون عليها مشاكل الدنيا وآلامها فهي مازالت ترى كل ماحولها جميلاً. هذا هو التفاؤل والتشاؤم.فالمتشائم لا يرى سوى النصف الفارغ من الكوب فيختلق التعاسة من كل الجمال. بينما المتفائل يعتصر السعادة من العدم.
فكوني أنتِ مثل رنا وتفائلى وابتسمي للحياة
نعم للتفاؤل لا للتشاؤم
وقد نهى رسولنا عن التشاؤم فقال )لاعدوى ولا طيرة). فلا تتشائمى أنتِ من يوم معين في الأسبوع أو من شخص بعينه أو من قطة سوداء. ولكن تفائلى فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعجبه الفأل وقال عن الفأل: الكلمة الحسنة يسمعها الرجل.
روح المرح
هل عرفتِ الآن أن التفاؤل هو من صميم هذا الدين؟.. بل إن المرح والدعابة والروح الحلوة من المطلوبات في كثير من الأحيان.. هل سمعت أن رسول الله كان يسابق زوجته السيده عائشة فتسبقه ويسبقها؟.. هل سمعت أنه كان يأكل التمر يوماً مع بعض أصحابه ومنهم عمر فكان عمر يضع النوى أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ قال: (أكُلّ هذا التمر أكلته يارسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم مداعباً: (وهل أكلت التمر بالنوى ياعمر؟).
لماذا يابنات؟
رأيت يوماً مجموعة من الفتيات خرجن معاً إلى الشارع يضحكن بصوت صاخب ويلقين النكات على المارة بل وتركض واحدة وراء الأخرى ويتصرفن بحرية مطلقة وكأن الدنيا قد انعدم فيها الناس.. وهذا المشهد يتكرر كثيراً في الأماكن العامة..فسألتهن:لماذا التهريج يابنات في الشارع هكذا وقد كُفلت لكن حرية المرح البرىء فى البيت أو بعيداً عن أعين المارة وأسماعهم.
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الترويح عن النفس بقوله لأحد الصحابة حين خشي على نفسه النفاق لأنه يجد نفسه عند سماع كلام رسول الله وكأنه يرى الجنة ثم عندما يرجع إلى أولاده ومصالحه الحياتية يبتعد عن تلك الروحانيات العالية. قال له صلى الله عليه وسلم:"ساعة وساعة" يعنى أنه لا مانع أن يكون لديك وقتاً للعبادة ووقتاً لأداء مصالح حياتك ووقتاً للترفيه عن النفس حتى لا تمل.
لا تقتلي الوقت
الذي يهم هو ألا تضيعي وقتك في غير المفيد واحذري من كلمة شهيرة تنتشر كثيراً على ألسنة الشباب وهى:"أنا أقتل الوقت" فيسرف البعض في مشاهدة التليفزيون أو لعب الكروت أو الثرثرة مع الصديقات.. وإذا علمتى أن الوقت هو الحياة فأرجوكِ لا تستخدمي هذه الكلمة واستمعي معي إلى هذا القول المأثور "من علامات المقت ضياع الوقت" والمقت يعنى البعد عن الله تعالى.. وهذا الشعور يشكو منه الكثير من الشباب .
الكآبة والشباب
وبينما تحتاج بعض البنات إلى كبح جماح المرح الزائد تحتاج أخريات إلى إخراجهن من الحزن والكآبة وهو شعور دائم بالحزن والضيق،وقد ينتج عنه فتور في العلاقات الاجتماعية وسوء الظن بالآخرين أو فتور العبادة أو الشعور دائماً بأن اليوم مثل الغد.
أهم أسباب الحزن والاكتئاب
*البُعد عن الله تعالى حيث يقول وقوله الحق (ومن أعرض عن ذِكرى فإن له معيشة ضنكا) *الوقوع في مشكلة حقيقية مثلاً: لاأحب دراستي ـ لم أحصل على درجات مناسبة ـ مشكلات في البيت ـ مشروع زواج لم يتحقق وغيرها .. كما حدث مع هذه الفتاه.
اليمامة الجريحة
هل غُلت أجنحة العصفور فما عاد حر طليق؟ هل وقفت الأغصان حزينة ترتقب؟ هل لملمت الشمس ذيل ثوبها في حزن؟ هل غامت السماء فاكتأب النهار؟ كان هذا شعورها.. استلقت على الكرسي في إحباط وقد اكتحلت جفونها بالسواد.. سواد أرقه الدمع الحزين بينما أخذ صدرها يعلو ويهبط.. وهى تشعر أن الجدران تكاد تنطبق على صدرها.. وقبل أن يزداد نحيبها باغتها صوت غريب تحت كرسيها. قفزت مفزوعة لتفاجئها يمامة صغيرة وقفت ملتاعة تحت الكرسي وهى تنظر إليها بمزيج من الألم والحزن والرعب.. هذا ما قرأته في عينيها .. ابتلعت "صفاء" ريقها ومدت أناملها المرتعشة.. أدهشها استسلام اليمامة ليدها بسهولة فهمست لها من بين دموعها لماذا يخفق صدرك هكذا بقوة؟ هل أنتِ حزينة مثلى؟ راعها منظر جرح غائر تحت جناح اليمامة فازداد بكاؤها "أنتِ جريحة مثلى.. لكن جرحى أنا قد أصاب قلبي" ثم غرقت في بحر من الدموع . أفاقت على دفء يد حانية تربت على كتفها.. كانت أمها واستها قائلة: "لستِ الأولى ولن تكوني الأخيرة التي تُفسخ خطبتها" ردت في ألم: "لكن بعد كل هذه المدة بلا ذنب منى؟ ويشيع عنى الحكايات؟ ويتركني هكذا مضغة تلوكها الألسنة؟ ردت الأم بحكمة: "يابنتى لا تضخمي الموضوع ولا تعقديه.. فهو أبسط من كل تفكيرك فاحمدي الله أنه قد انتهى الآن.. واحمدي الله أن حقيقته قد انكشفت أمام عينيكِ فوضى أمرك لله وسيندمل جرحك وستنسي كل شيء بإذن الله. ثم التفتت إلى اليمامة تفحصها.. فقالت صفاء ملتاعة: "هل ستموت؟" تأملتها أمها بعطف وهمست:"بل يتولاها الله برحمته" مرت أيام وأيام واستعادت فيها اليمامة عافيتها بعد أن نشأت بينها وبين صفاء صداقة حميمة. وفى أحد الأيام عادت صفاء من عملها سعيدة.. وقبلت أمها وهى تقول بسرعة وفرح: "أمي: أخبرتني الحاجة رقية رئيستي في العمل أن زميلي حسام يريد أن يتقدم لخطبتي قالت إنه يكن لي كل التقدير والاحترام ولا يصدق كلمة واحدة مما قيل عنى" ثم قامت تجرى إلى شرفتها لتسعد قلب صديقتها بذلك الخبر. فوجئت برحيلها فقالت بحزن:"هكذا دون وداع؟" سمعت صوتها وقد أتى من فوق الشجرة وهى تغرد لها لحن جميل. أجمل ألحان الحياة .. فانفتحت أمام عينيها طاقة أطل منها النور وهمست:"نعم يتولاها الله برحمته". ثم ابتسمت في ارتياح وسعادة.
الدنيا حلوة
وإلى كل من كان في قلبها هم أو حزن..إلى كل من دمعت عيناها يوماً في هذه الحياة..أهدي إليكِ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدنيا حلوة خضرة" فتعالى معاً نفتش عن أسباب السعادة الحقيقة:
1ـ التقرب إلى الله تعالى بصالح الأعمال. 2ـ الرضا. 3ـ الدعاء. 4ـ لا تتركي نفسك فريسة سهلة للفراغ والهواجس. 5ـ اجعلي لنفسك هدفاً كبيراً وهاماً في الحياة. 6ـ ثقي في قدراتك . 7ـ تجنبي الإنفراد بنفسك .
من سلسله دنيا البنات
للدكتورة هند أحمد | |
|